The 2-Minute Rule for الاقتصاد السلوكي



يمكن تعريف الاقتصاد السلوكي باختصار على أنَّه مزيج بين علم النفس وعلم الاقتصاد، وهو أحد فروع الاقتصاد التي تهتم بدراسة السلوك الحقيقي للناس وليس السلوك النظري، ويُتواصل لمعرفة هذا السلوك عن طريق التجارب الحقيقية، وليس عن طريق الاستبيانات مثلاً وأدوات القياس النظرية.

أغلب العملاء يخافون الخسارة، يمكنك الاستفادة من هذه الصفة لزيادة المبيعات، فمثلاً إذا كنت تريد زيادة مبيعات سائل للتنظيف، بسهولة أخبر المستهلك أنَّ علبة واحدة من هذا السائل توفر عليه شراء ثلاث علب من سائل آخر.

جميع القرارات تتأثر بالتحيز المعرفي حيث يتخذ الأفراد القرارات بناء على معتقداتهم وقيمهم والطريقة التي يرون بها العالم، افترض أن شخصًا يحب لون معين، فمن المرجح أن يشتري هذا الشخص منتجات غير مفيدة لأنها بلونه المفضل وتسعده.

- يكون ذو التفكير العقلاني شخصا يمكنه السيطرة على نفسه وعلى قراراته ولا تحركه عواطفه أو عوامل خارجية، وبالتالي، فهو يعلم الأفضل بالنسبة له.

استطاع ريتشارد ثيلار إدراج الافتراضات الواقعية النفسية في مجال تحليل صنع القرار الاقتصادي. وذلك من خلال رصد عواقب محدودية العقلانية، والتفضيلات الاجتماعية وانعدام ضبط النفس.

إذا سألت مجموعة من الناس: "هل تحبون تناول وجبة مكونة من البيض والبندورة؟" ستكون إجابة الأغلبية بالنفي، لكن إن غيَّرت الاسم قليلاً، وقلت لهم من يحب تناول الأومليت ستجد أنَّ الإجابات تغيرت، وأيضاً كما يقول صاحب أحد المطاعم الناس يدفعون أكثر لقاء الأسماء الرنانة، فتراهم يفضلون منتج اسمه (كافيه لاتيه) في ستاربكس على منتج اسمه قهوة بحليب.

الاستدلال هو اختصار عقلي شائع لتبسيط حل المشاكل وتجنب الحمل المعرفي الزايد، حيث يميل البشر إلى اتخاذ قرارات أو استنتاجات أو حلول باستخدام اختصارات عقلية بدلًا من التفكير المنطقي الطويل، حيث يتمسك الأفراد في خيارات محددة قد لا تكون هي الحلول المثلى، في هذه الحالة يسهل على المستهلك الاستمرار فيما يفعله دائما بدلًا من إدراك وجود موقف أكثر فائدة.

يتماهى هذا النموذج مع نظيره المستخدم- حاليًا- لدى كل من علماء النفس وعلماء الأعصاب لوصف التوتر الداخلي عند الشخص فيم بين التخطيط على المدى الطويل والأفعال على المدى القصير.

مجمل القول، نجح ريتشارد ثيلار في إثراء الجسم المعرفي بقيمة علمية مضافة، من خلال مده للجسور بين اثنين من العلوم المهمة المعاصرة وهما علم الاقتصاد وعلم النفس، وذلك من خلال تحليل عملية صنع القرار عند الفرد.

يجمع علم الاقتصاد السلوكي ما بين علم النفس وعلم الاقتصاد في محاولة لفهم القرارات الاقتصادية التي يتخذها البشر، حيث يفترض علم الاقتصاد الكلاسيكي أن البشر عقلانيون ولديهم تفضيلات واضحة وأسباب منطقية لاتخاذ القرارات التي تحقق مصلحتهم.

- تدرك الكثير من الشركات أن عملاءها يتخذون قرارات غير عقلانية، وهي طريقة فاعلة لتجسيد الاقتصاد السلوكي في سياسات تعرّف على المزيد صناعة القرارات داخل هذه الشركات، وعند دراسة نفسية العملاء بشكل صحيح، تحقق أرباحا ومبيعات قوية بالتبعية.

العقلانية المحدودة تعني أنه عندما يتخذ الأفراد القرارات، فإن عقلانيتهم تكون محدودة بقابلية تتبع المسألة التي يتخذون القرار فيها، وقيودها المعرفية والوقت المتوفر.

يميل الاقتصاد السلوكي إلى وضع إطار واضح لفهم الطريقة التي يرتكب بها الناس الأخطاء، هذه الأخطاء التي سوف تتكرر في ظروف معينة، وبهذا يمكن الاستفادة من الاقتصاد السلوكي في إنشاء بيئات مناسبة تدفع الناس نحو قرارات أكثر عقلانية، وهذا ما تفعله الحكومات كما ذكرنا بهدف توجيه مواطنيها نحو شراء سلعة ما بهدف اعتماد طريقة الحياة الصحية مثلاً.

لو عدنا الآن إلى الاقتصاد وقواعده التقليدية، فإن نظرياته تقول بأن الإنسان كائن عقلاني ورشيد. ولكن الحالتين السابقتين أثبتتا عكس ما جاءت به هذه النظريات، ومن هنا ظهر ما يسمى بالاقتصاد السلوكي، الذي يعتمد على الاقتصاد وعلم النفس مع بعضهما ليفسر السلوك الإنساني.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *